منتديات التعليم كوم
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فمرحبا بك كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
مونديلا 1297844153562
منتديات التعليم كوم
أهلا وسهلا بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فمرحبا بك كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
مونديلا 1297844153562
منتديات التعليم كوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فيه كل ما يخص الأستاذ و الطالب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 مونديلا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


ذكر الميزان عدد المساهمات : 1455
تاريخ الميلاد : 27/09/1990
تاريخ التسجيل : 15/05/2010
العمر : 33
الموقع : https://samirroua.yoo7.com

مونديلا Empty
مُساهمةموضوع: مونديلا   مونديلا Emptyالثلاثاء يونيو 29, 2010 12:35 pm



إن مشاعر العزة وثقافة التحرر قلَّت في واقع المسلمين اليوم, وكادت أن تكون تاريخاً بعيداً جداً, ولما قرأت سيرة مانديلا جددت تلك القصة معاني تستحق الاهتمام والوعي في بعض بلاد المسلمين التي تشارك إفريقية الجنوبية الكثير من الأحوال المشابهة.

خرج مانديلا من السجن بعد عشرة آلاف يوم كاملة في المعتقل , وكان عمره واحداً وسبعين عاماً وقاد دولته الجديدة في طريق لم يسبق أن سارت فيه من قبل. وكتابه "مسيرة طويلة نحو الحرية" - دار الهلال , مصر , عام 1995, ترجمة د.فاطمة نصر - من أجمل الكتب , بل ومن كتب العالم الثالث المهمة التي روت واحدة من سِيَر العالم المغلوب وكيف كافحت أمة لتحصل بعد قرون متطاولة على حريتها . فقد احتاجت جنوب إفريقية إلى ثلاثمائة وأربعين عاماً لتنال استقلالها , ولا تتوهموا أن جميع الإفريقيين في جنوب إفريقية سعوا إلى الاستقلال, ولا تتوهموا أن كل الرجال يحبون الحرية ويسعون لها ! فليس كل السود قاتلوا من أجل الحرية والاستقلال, ولا كلهم سُجن ثلث قرن كما حدث لمانديلا, فليس كل الناس يسعون للحرية ولا كلهم يحبها . لا , بل استقلت جنوب إفريقية - أو نال السود حقوقهم على الأصح - على الرغم من كراهية عدد من السود غير قليل؛ فمنهم أعداد هائلة كانت تقاتل في صفوف المستعمِرين - الأفريكانو "البيض" وترى في مانديلا شراً وشيوعياً أحمر ! يريد أن يحرمهم من الخير الذي جاء به السادة البيض, فقد جاءوا لهم بالإنجيل والدخان والموسيقى والثياب الحمر المرقشة , لقد جاءوا لهم بالذل والخنوع, والراحة من التفكير والمبادرة, أراحوهم من مسؤولية القرار, ومن ثقل الاختيار, وتلك نِعَم يهنأ بها العبيد - دائماً - في كل مكان, والعبودية ليست لوناً ولا جنساً ولكنها حالة نفسية, أو "عجز حُكْمي" كما يعرفها الفقهاء . وإن الأحرار من طراز آخر من الرجال - أمثال مانديلا - يهون عليه أن يموت أو يُسجن ثلث قرن ولا تهون عليه كرامته وحريته . كان زعماء "المؤتمر" في السجن مطارَدين أو يعملون ضد الاحتلال سراً , وكان بعض المتعلمين الدكاترة والقساوسة والصحفيين من السود أنفسهم - ويا لَلأسف ! - ضد الاستقلال "الشرير" وضد "سرطان" الحرية ! مع أن البيض "السادة" كانوا لا يؤاكلونهم ولا يشاربونهم ولا يزاوجونهم , ولا يستخدمون المواصلات التي يركبها السادة, ولا يسمحون لهم بالسكن في مناطقهم, ويحرمون عليهم حتى بعض أنواع اللباس, ويمنعونهم حرية التنقل, وبعض أنواع العمل , بل لا يرى فيهم البيض بشراً من البشر ! ومع هذا فقد كانت طائفة من السود تقدس البيض وتعبدهم وتطيعهم بلا حدود. كان هؤلاء العملاء من السود خونة للحرية وكانوا جواسيس للحكومة العنصرية وكانوا رَصاصاً في قلوب شعبهم لصالح الأجانب , ولكأن "الرصافي" عاش تلك السنوات في جنوب إفريقية ؛ ليقول :

عبيد للأجانب وهم دوماً ****** على أبناء جلدتهم أُسود

فقد كان العنصريون البيض يجدون طبقة متغرّبة من السود - يسمونها متعلمة - تافهة الشخصية تابعة للبيض, يحاربون بها الشعب الأسود نفسه, وقد كانت هذه الطبقة حذاءً تسعى عليه الطبقة العنصرية لتحقيق مصالحها وخدمتها, أو وقاءاً للبيض , تقيهم من حراب الإفريقيين السود ويقع فيها الضرب ويتقي بها السيد الأبيض الأيدي المضرجة بالدم, التي تطرق باب الحرية , ولكن السود أدمنوا طرْق باب الحرية حتى نالوها.

يقوم هؤلاء المتغربون - "طبقة الوسطاء" بين السود والبيض - بجمع السود في مصانع البيض وترتيب عملهم والإشراف على إخلاصهم, وبذل كل جهدهم للسيد الأبيض , منهم من يشرف على قومه العمال وعملهم من قبل الفجر إلى الليل في مناجم الذهب والمصانع وأعمال البناء وتربية الحيوانات والمزارع , ينتجون الملايين للمستغل الأبيض ويَقنعون ببعض جنيهات في نهاية الشهور السود تحت أطباق الأرض . لا تكاد تكفي هذه المبالغ الزهيدة لطعامهم ومسكنهم غير الإنساني في مساكن المصانع والمزارع وأحياء الفقر , حيث تقل كثيراً عن غرف كلاب السادة البيض !

أما السماسرة الوسطاء فهم قيادات سوداء يصنعها البيض, قساوسة وكُتَّاب وموظفون, ويعطونهم بعض المزايا عن الشعب ويدفعون لهم أكثر ليستمروا في إخضاع جنسهم الأسود للبيض , وهذه الطبقة كانت رأس الحربة في قلب الشعب, وهي الأخطر في وجه مانديلا والمؤتمر الإفريقي , وهي التي كانت حاجزاً دون أن يتصل بالشعب ويبلِّغه رسالته ويلهمه حريته وكرامته, هذه الطبقة من الشعب الإفريقي جمعت اللؤم والدناءة من الشعبين وباعت كرامتها وحريتها للأفريكانو , في البداية عن جهل وسذاجة وشهوة للمَيزات المادية, وفيما بعد عن عمالة ولؤم وتنكُّر لإنسانيتها وعن آلية حيوانية وانعدام للإنسانية والخلق في سلوكها , ومَن يهن يسهل الهوان عليه . كانت هذه الطبقة ترى إخوانها وأخواتها وشعبها يذل ويمتهن بها وهي لا تدري ولا تحسب , بل بعضهم يقول : "إنني أقوم بما يمليه عليَّ عملي وواجبي" !! بل يجرؤ بعضهم ويقول بما يمليه عليه عقلي ووطنيتي !! ومهما وضعت من علامات التعجب فإنها لا تغني شيئاً تجاه هذا الموقف من شخص يُتوقع أنه بقي له عمل وواجب وعقل ووطنية وهو يرى قادة المؤتمر في السجن غذاؤهم الجوع أو حساء الذرة البارد والمتعفن, ولما طالبوا بالخبز قال لهم السجانون في صفاقة : "الخبز ضار بالإنسان" ! هكذا قالوا لمانديلا ورفاقه . لِمَ لا يضر الخبز بالإنسان ؟! , والحرية أضر بنفوس الشعوب من الخبز, فالحيوان يطعم ولا يثور, ولكن الحرية غذاء مدمر لكل وسيلة وقاعدة ونظام مستبد. غير أن المستبد يفقد الكرامة والإنسانية فيتوقع أن الناس - وفيهم العباقرة والدهاة - ليسوا بشراً ! لأنه بلغ دركات العنصرية وظلام الكفر وانحطاط العقل والعاطفة , فتنقلب عنده الأمور. ويرى الكرامة والطعام الطيب مضراً بالبشر, أو مضراً بغيره هو ؛ لأنه هو البشر الوحيد في العالم ! هكذا يفكر اليهود والأفريكانو والنازيون .

وإذا كان الخبز خطيراً إلى هذا الحد فكيف بالحرية ؟!! , إنها قنابل نووية .

وعلى عكس تلك النوعية الرخيصة من السود يفاجئنا مانديلا بذكر قصة المحامي الأبيض "برام منيشر" , وهو ابن لرئيس وزارء مستعمرة نهر أورانج وكان والده رئيس قضاة , كان يدافع عن مانديلا وأعضاء المؤتمر وكان يؤرقه أن الرجال الذين يدافع عنهم يذهبون إلى السجن, بينما يعيش هو حراً طليقاً ! وبعد محاكمة ريفونيا قرر المحامي الأبيض أن يلحق بالعمل السري مع السود أنصار مانديلا ضد أعداء الإنسانية البيض "قومه" , ونصحه مانديلا أثناء المحاكمة ألا يفعل ذلك ؛ لأنه يخدم المعركة أفضل في قاعة المحكمة, وحتى يرى العالم أفريكانياً وابن رئيس قضاة ينافح عن المظلومين , ولكن لشهامته لم يكن ليتحمل رؤية نفسه حراً والأبرياء يعانون, فقد كان كالقائد الذي يقاتل جنباً إلى جنب مع جنوده, لم يرد أن يطلب من الآخرين أن يقدموا تضحية يتورع هو عنها , والتحق بالعمل السري ضد البيض (قومه) , فقُبض عليه ثم أفرج عنه بكفالة, وقبض عليه مرة أخرى وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة, ولما أصابه السرطان في السجن شنت الصحافة حملة للإفراج عنه ومات بعد خروجه واستمرت الحكومة البيضاء في مطاردته , حتى بعد وفاته وصادرت رماد جثته بعد حرقها ! وهكذا قد يخرج حي الهمة شريف الطباع من منبت السوء والوحشية أحياناً .

ويقول مانديلا بعد هذا : "قدم برام فنيشر أكبر التضحيات على الإطلاق , فمهما كانت معاناتي في بحثي عن الحرية فقد كنت أستمد القوة من كوْني مناضلاً مع ومن أجل شعبي, أما برام فكان رجلاً حراً ناضل ضد شعبه, من أجل أن يضمن الحرية للآخرين" (ص257) , إنه رجل شريف يحترم ذوي المواقف ويقدرها, ألم يقل الرسول (ص) لو كان "المُطْعم" حياً لوهبت له هؤلاء النتنى (أسرى بدر) . وقد وقف مع الرسول (ص) موقفاً شهماً لم ينسه له على الرغم من كفره .

وقال مانديلا عنه - مرة أخرى - : "ومع أنه أفريكاني فقد فرض عليه ضميره أن يرفض إرثه الظالم ونبذ قومه , وأظهر مستوى من الشجاعة والتضحية لا نظير له, فقد كنت أنا أقاتل ضد الظلم وليس ضد قومي"(209-210) .




دروس مانديلا في السجن :

الحياة في السجون والابتلاء سُنة رافقت الأحرار في مختلف العصور - وفي عصرنا خاصة - وقامت ثروة فكرية وتجريبية متشعبة في بقاع الاستعمار العديدة مما جعل دعاة الحرية والاستقلال والدعوة أحياناً يعتبرون المرور بالسجن علامة صدق الداعية وإخلاصه , وإن لم يمر بهذه التجربة فهو ليس في مرتبة هؤلاء ! .

قال مانديلا - عن السجن - : "إن حياة المعتقل روتينية ؛ تتماثل فيها الأيام حتى تختلط الأشهر والسنوات . وإن أي شيء يخرج عن القالب يقلق السلطات ؛ لأن الروتين علامة من علامات حسن الإدارة في السجن ! وقد كانت الساعات من أي نوع ممنوعة , وكنا نعتمد على الأجراس وصفارات السجانين وصيحاتهم لمعرفة الوقت , وكان من بين أوائل ما فعلته هو أن أسجل تقويماً على الحائط , فإن الإنسان إذا فقد قبضته على الوقت فقد قبضته على سلامة عقله .

إن التحدي الذي يواجه كل سجين خاصة السجين السياسي هو المحافظة على ذاته في السجن وأن يخرج من السجن دون أن يتضاءل , وأن يحتفظ , بل ويزيد من عقائده , وأول مهمة لتحقيق ذلك هو أن يتعلم المرء كيف يبقى , ولكي يتحقق ذلك فلا بد للمرء أن يعرف هدف عدوه ؛ فإن السجن يهدف إلى هزيمة معنويات الإنسان , وتقويض عزمه , ولكي يتحقق ذلك تحاول السلطات استغلال كل ضعف وتحطيم كل دافع , وأن تبطل ما يدل على التفرد , وذلك لكي تقضي على تلك الومضة التي تضفي على كل آدمي هويته.

وكان بقاؤنا يعتمد على فهم ما تحاول السلطة أن تفعله وتشارك ذلك الفهم , كان من المستحيل أن يقاوم الفرد منفرداً , وكان خطأ السلطة الأكبر هو إبقاؤنا معاً ؛ لأن ذلك قوَّى تصميمنا , وهكذا عاون الأقوياء مَن هم أقل قوة وصرنا جميعاً أقوياء , وفي النهاية كان علينا أن نصنع طريقة حياتنا داخل المعتقل , وكما اعترفت بذلك السلطات فقد كنا نحافظ نحن على النظام أكثر من السجانين"(ص210) .

ويقول - في مكان آخر - : "إن المعتقل لا يأخذ من الإنسان فقط حريته , ولكن أيضاً يحاول أن يحرمه من هويته , فإن الجميع يرتدون نفس الملابس , ويأكلون نفس الطعام , ويتبعون نفس برنامج الحياة اليومي , وإن الدولة المتسلطة فقط هي التي لا تسمح باستقلال الإنسان وتفرده" (ص180)

من أفكاره ومواقفه :

في المحكمة قال مرة إن أوضاع شعبه الأسود كانت قبل قدوم البيض عيش في سلام وأمن وديموقراطية قبلية بلا ملكيات واسعة ولا استغلال للإنسان , وكان الشعب بلا طبقات كلهم سواسية وكان ذلك دستور القبائل ومجالها وذلك التاريخ والحرية هو الذي يلهمه موقفه الآن .

وقال إن حياتي في الخفاء أصعب من حياتي المحتملة في السجن في الهم , وإن تحدينا كان بسبب أعمال ومواقف الحكومة , وإن آخرين قبلي قد دفعوا ثمن معتقداتهم وآخرين أكثر سيدفعونه بعدي , ثم ختم قائلاً : "إن الشيء الوحيد الذي هو أقوى من كراهيتي للظروف البشعة التي سأخضع لها في المعتقل هو كراهيتي للظروف البشعة التي يخضع لها مواطنيَّ خارج السجون في عموم البلاد , وبعد انتهاء مدة الحكم عليَّ فسأواصل المعركة لإنهاء تلك المظالم حتى تختفي إلى الأبد" (ص177) , وقد عمل إلى أن أخفاها إلى الأبد .

وكان يرى أن النظام الظالم لا يمكن إصلاحه , ولكن يجب التخلص منه .

وقال مرة - في زمن المفاوضات معه - : "إذا خرجت من السجن في نفس الظروف التي اعتقلت فيها فإنني سأقوم بنفس الممارسات التي سُجنت من أجلها" ! (287) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://samirroua.yoo7.com
 
مونديلا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات التعليم كوم :: منتدى التعليم الجامعي :: منتدى العلوم الاجتماعية والانسانية :: تاريـخ-
انتقل الى: