الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ...
أما بعد :
فأهل السنة والجماعة في جهاد ومجاهدة ، هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله . كل ذلك لأن الله ثبتهم بالقول الثابت ، موقفهم من بين اثنين وسبعين فرقة محمود ومشهود ، الدعوة إلى الله مذهبهم السامي بالحكمة والموعظة الحسنة مع مؤاخاة من وافقهم على طريقة خير الناس أهل القرون الثلاثة الأولى امتثالاً لقوله تعالى : " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم " البقرة 137
والنصيحة لمن خالفهم عن عقيدة الفرقة الناجية . عجباً لمن يقول بملئ فيه إنه منهم ثم يجاري ويداري من خالفهم إلى ما ينهى عنه ، غرته عنه مدعياً الحكمة وجمع الشتات للأمة متحاشياً التقوقع بزعمه ، وكأن أسلوبه قد خفي على السادة والقادة إلى الجنة إن شاء الله وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد يكتب أحدهم كتاباً أو مقالاً أو يلقي خطبة أو محاضرة ، ويشيد بأصول أهل السنة في توحيد الله ، وتوحيد الأسماء والصفات فضلاً عن توحيد الربوبية ، ولكنه مع الأسف يعكر البحر الرائق بقوله : كل فرق الأمة على حق فيجتمع بين الشيء ونقيضه ، فأين الولاء والتميز ؟ وصدق الله تعالى إذ يقول :" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ( 118 ) إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين " (هود :118 ،119)
قل لي بربك كيف يطمئن القلب وصاحبه في حيرة بين أهل السنة والمبتدعة في الأصول ، ثم الفروع ولأهل البدع مذاهب شتى مبنية على عقائد الفرق الضالة ، وأحكام فقهية مؤسسة على أحاديث ضعيفة فضلاً عن الموضوعة فتفرقت الأمة بالتعصب للمذاهب بغير دليل صحيح صريح ، وحجتهم : " وكلهم من رسول الله ملتمس " .
إذا صح الحديث وثبت الحكم عند أحدهم ( غفر الله لهم ) فلماذا لا يأخذ به ولو خالف مذهبه الضعيف دون توان أو تعصب ؟!
فإلى الله نشكو تفريطنا وعجزنا ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
نسأل الله أن يجمع بين المسلمين على طاعته ، وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم على مذهب سلف الأمة ، وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه : حسن عبد الوهاب البنا