كلام العلامة الألباني رحمه الله عن مسألة تخصيص شهر رمضان لتلاوة القرآن والانقطاع عن طلب العلم
الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم النبيين وإمام المرسلين وعلى آله وأصحابه الغر الميامين .
وبعد :
كثيراً من الناس خصصوا شهر رمضان المبارك لتلاوة القرآن الكريم فقط وانتقطعوا عن طلب العلم النافع وتدريسه والسؤال هو :
هل نخصص تلاوة القرآن في رمضان ، وننقطع عن طلب العلم وتدريسه؟
هذا السؤال أجاب عليه المحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله -
وكانت السائلة أم سُكينة الألبانية بنت الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - تقول - حفظها الله - كما في مدونة تمام المنة :
الحمد لله وحده ، والصَّلاة والسَّلام عَلىٰ مَن لا نبيَّ بَعْدَه.
أمّا بعد ،
سألتُ أبي - رَحِمَهُ اللهُ - ما ملخَّصُه:
قرأتُ أنّ بعضَ الأئمةِ كانوا إذا دَخَلَ رمضان انقطعوا للقرآن فقط، رغم أنهم مِن أهلِ العلم الذين يُفتون الناس ، فينقطعون حتىٰ عن فتوى الناس ، فهل هٰذا صحيح؟ هل أخصِّص هٰذا الشهر بالقرآن؟ فأترك قراءةَ الأحاديثِ وشرحِها ودروسَ القراءات وغير ذٰلك؟
فقال في جوابِهِ - رحمه الله -:
هٰذا التَّخصيصُ ليس له أصْلٌ في السُّنة ، ولٰكن الذي هو في السُّنة ومعلومٌ في " الصحيحين "(1):
الإكثار مِن تلاوة القرآن في شهرِ رمضان.
أما تخصيصُ شهرِ رمضان لتلاوة القرآن فقط، دون أيِّ عِبادةٍ أُخرىٰ كطلبِ العلمِ وتدريسِ الحديث وبيانِه وشرحِه ؛ فهذا ليس له أصْل ، وكذٰلك يَدْخُل موضوعُ الْمَبَرَّات والصَّدَقات والإحسان إلى الناس ، و و إلخ ، الانقطاعُ للتلاوة ليس له أَصْل ، الذي له أَصْلٌ هو الإكثارُ مِنها فَحَسْب .
لتحميل المادة الصوتية من
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
(1) : عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ .
قال النووي رَحِمَهُ اللهُ: " قَالَ أَصْحَابُنَا : السُّنَّةُ كَثْرَةُ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ فِي رَمَضَانَ وَمُدَارَسَتِهِ ، وَهُوَ أَنْ يَقْرَأَ عَلَىٰ غَيْرِهِ وَيَقْرَأَ غَيْرُهُ عَلَيْهِ ، لِلْحَدِيثِ السَّابِقِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ" اﻫــ .
المجموع شرح المهذب : (6/ 274).
وقال الحافظ ابن رجب - رَحِمَهُ اللهُ - عن الحديث :
" وفيه دليلٌ على استحبابِ الإكثارِ مِن تلاوةِ القرآنِ في شهرِ رمضانَ " ا . ﻫــ
لطائف المعارف ص : 169
منقول
[/b][/center][/size][/color][/font]